رسالة موجزة
إن أملي هو رؤية المزيد من المفكّرين المسلمين، وخاصةً من الجيل الشابّ، يحوز فهماً ثرياً ومتيناً لموضوع العلم والدين، والمساهمة في آراء جديدة من ضمن الثقافة الإسلامية من أجل المجتمع الإسلامي والعالم كليهما.
لماذا مشروع حول الإسلام والعلم الحديث
خلال عصره الذهبي لحضارته، أنتج الإسلام بعضاً من خيرة المفكّرين والعلماء الذين عرفهم العالم: الخوارزمي، البيروني، ابن الهيثم، ابن رشد، ٌوآخرين كثر. لم يكن أولئك باحثين من الطراز الأول فقط، بل كانوا مفكّرين لامعين وجدوا تناغماً كاملاً بين الأفكار الأكثر تقدّماً وتطوّراً ومجالات عصرهم من جهة وثقافتهم الإسلامية وهويتهم من جهة أخرى.
واليوم، وحتى عندما قدّم العالم الإسلامي عباقرة مثل عبد السلام ( أول عالم مسلم، وأحد اثنين فقط، نال جائزة نوبل )، فإنّ مذاهبهم كانت محلّ فحص بل وتمّ رفضها أحياناً، بالرغم من أن العالم نفسه أعلن التزامه بالإسلام وتلى آيات من القرآن الكريم في حفل تسلّم الجائزة. ثمة أمثلة كثيرة تبيّن التشويش في نظرتنا للعلاقة بين معتقداتنا الإسلامية ومعرفتنا العلمية. فمثلاً، هناك الكثير من الكتب والبرامج التلفزيونية ( بل ومؤتمرات دولية ) تنتج حول ” المحتوى الإعجازي العلمي في القرآن الكريم ” أكثر مما ينتج حول الاكتشافات العلمية، ومن ذلك ما يواجهه كثيرٌ من الفلكيين حينما يؤيدون ويدافعون عن المنهجية العلمية في تحديد التقويم الإسلاميّ ومواعيد المناسبات الدينية. أما التطوّر البيولوجيّوالبشري فما يزال موضوعاً محرّماً في ثقافة المسلمين اليوم. مع اعتقاد ثلاثة أرباع الناس تقريباً ( بمن فيهم شريحة من ذوي التعليم العالي ) أن التطوّر إما “موضوع خاطئ” أو ” مجرد نظرية “.
إن مشروعنا، الذي يتبنّى تهجاً تعليمياً في محاولة لتقديم علاقة معقولة بين الإسلام والعلم، يهدف إلى التصدي لهذه العلّة وعلاجها في مجتمع المسلمين المعاصر. ونهدف أولاً إلى إيصال فهم صحيح لمختلف جوانب هذه العلاقة ( تاريخياً ودينياً وفلسفياً وعلمياً وتعليمياً…إلخ ) لطلبة الجامعات والباحثين الشبّان. كما نتمنى أن نربط نخبة الشبّان المسلمين والفئة الصاعدة بالحوارات العالمية العظيمة حول العلم ( الحديث ) والدين ( بصوره المنوّعة ) والذي وصل إلى مستوى أكاديمي عال في العقود الحالية. إن أملي هو رؤية المزيد من المفكّرين المسلمين، وخاصةً الجيل الشابّ، يحوزون فهماً ثرياً ومتيناً لموضوع العلم والدين، والمساهمة في آراء جديدة من ضمن الثقافة الإسلامية من أجل المجتمع الإسلامي والعالم كليهما.
نرجو أن تنضموا إلينا في هذا المسعى، ونعدكم بمحتوى غنيّ ومساهمات مثيرة من مختلف الأنواع.
نضال قسوم